(2)



                                                 الغناء باللون الأسود


  مفتتح/                    
  لازلتَ تكابدُ من صممٍ
وحديثُ الأشجانِ طويلٌ
قشّرْ من دمِكَ سوالِفَكَ
تلك المعجونةَ بالنزقِ
فالصادمُ أن تبقى أبداً
وبكلٍ ما تحملُ من عوجٍ
( فاخلع نعليك) هنا وطنٌ
لن يقبلَ ثانيةَ أسفاً..
  ..........
لماذا تكابر؟
وتعرف أن الغمام احترق
وقد شيّعتك الرّوابى دخاناً
تطارده زفرة البائسين
وألقتك ما بين وهم الوصول
وأكذوبة....
تباعد بين ضفاف الجروح.. 
وقد جردتك اشتياق الزنابق 
صوت البلابل .. لون السنابل
سيفاً تبرّج للخائنين
لماذا تكابر؟
وما بين همس الحروف الكثير
وأجنحة من رماد الوجيب 
تصحّر فيها النشيد القديم .
لماذا تكابر ؟
وكل الأحبّة قد أمهلوك
لتشعل صوت السراج النحيل
فتمرق خلف الشروق / العماء
مداراً بعيداً
بلا لافتات
وأشرعة من نزيف القلوب
ضربت عليها رياح الموات
ومدّاً جديداً من المستحيل 
تشظّى فراغاً على كل آت
يحجّم فيك إتساع السماء
ويوسع كبح جموح الشتات 
وليلكة فى طقوس القرار
زبولاً يكابد شوق الفتات....
وها قد دلفت لجوف السكات
تحملق فى صرخة الساقطين.
فجرّد لجامك من صوتنا
فليس له بعد أن يسكتَ.
فيا أيها السندباد المسافر فى شرنقة
وحرث مؤبد ..
ببحر مدمّى بلا أشرعة ..
وما صدفة قد طواها الظلام ..
أطلت عليك..
ولكنه الفشل العبقرى
تحوصل فى خرطات الفصول
خريفاً بليغاً
تأجج فى شهقة العاصفة 
وألف غدير إليها رجونا
ولم تقترب 
فكيف السفين لها أن تسير على اليابسة؟
فدعنى غباراً يجوب المدى
فكل الذى أرتجى سنبلة..
ولا تنتظر !
فبين الضّلوع 
صهيل رهيب
ورعشة 
        خوف
              على
                   قنبلة .