لماذا تخيّلت أن يتركوك
لتفرش نورك للقادمين
وقد أسسوا للعتامة
لكي ترتقيك
لتُسْقِط عنك
مفاتنك المذهله
فيا أيها النهر المختلس
وما قد أقرّك ثانية لوجود بليغ
سوى رب تلك السماء
فلا تنفى عنك
ملامحك الطازجة
تمسّك
فهذا انعتاقك
تمسّك
فهذا انفلاتك
تمسّك !!!
فهذا رهانك
تمسّك !!!
فهذا الصباح الوحيد المنير
فياله من شغف مقتنص
ومن ألف لص ولص
أزاحوا وعن قدميك الطريق
وقد سلّطوك عليك
وألقوا عليك ضغوط الغشاوة
وزجّوك ما بين أنت وأنت
بكل العداوة
ولكنك الآن جئتهموا من مهبّ الورود
أريجاً جريئاً نقيّا
ومن هدأت الياسمين
عزفت على وترٍ للصبابة
بأجمل أغنية مصرية
وشيّئت موقفك العفوي
شموساً تقبّل كل الأماكن
هنا القاهرة ..
وتلك البلاد..
تطارد هذا الوجود القديم
هنا القاهرة ..
وتلك السواحل
تطوّح للبحر هذا الرديم
هنا القاهرة ..
لتغدو ما بيننا أيها المفتدى
كتاباً يسطًرنا من جديد
ويشرحنا للمدى من جديد
لتفتح للمقتضى
نواميس أحلامنا الشائقة
على كتفيها تبوح السنابل
ونحن/ تراقصنا الشقشقة
............
