بمسرحك الواقعُ المستبدُّ
وألفُ رجيمٍ
يبعثرُ وجهَك فى منتهىً للخرابِ
وأنت كما أنت صمتٌ كثيفٌ
صمتٌ أليفٌ ..
سنونٌ تمارسُ
عليكَ الخيانةَ
وأنت كما أنت سيرٌ كسيحٌ
فلا رغوةٌ تشتهيها الدّماءُ
ولا أيُّ حزنٍ يحرّكُ فيكَ الفؤادَ
لتصعدَ فى ألفةِ الضّوءِ
فجراً جديداً ..
وألفُ عصاً
تهللُ ضدَّكَ
إذا شاح وجهُكَ عنكَ
وحاولتَ يوماً خلاصَكَ منكَ
يؤمك خوفٌ سليطٌ
فما حيلةٌ
يناوئُها قبضُ هذا الخريفِ المقيمِ
وهذا المناخِ العقيمِ ..
لقد طاشَ رشدُكَ
وأضحت جميعُ المسافاتِ
ما بين أنتَ وأنتَ/ أكبر منك
ولا محنةٌ حولتكَ انفجارا
ولا وجعٌ فضّ منكَ انكسارا
وتأتى ......
تفاجئُنا باندلاع الغبارِ
تصاعدَ منك الزحامُ نهارا
وتخرجُ من قلبِ غربتِكَ الفاجعةِ
تخيّبُ كلَّ الظنونِ الرديئةِ
لقد كانت ( الواقعة)
على رأس من أودعوك البوارَ
وقدّوا طريقكَ صوبَ النّهارِ
فمن أيِّ عصرٍ أتيت؟
وفى أيِّ أرضٍ نبت؟
ومن أيِّ نورٍ أضئت؟
ومن أيِّ مبتدأ قد خرجت؟
ومن أيِّ آي اللغاتِ صنعتَ حروفَكِ؟
ومن أيِّ أقلامِكَ الحائراتِ
إلينا كتبت
وبأي عرف غدوت بهيّا؟
وألقيت عنك الركام السنين
وكيف تحوّلت فى لحظة
رسولاً نبيا؟
لتحرق كل الصكوك القديمة
وطنطنة ألقمتك الأفولا
وألقتك ما بين عصف الذهول
حطاماً كئيبا..
وجوداً بليدا..
لتفرش فوق الميادين عشقاً فريدا
لتصرخ ثورته بالسلام
وفيض اعتصام
يعلّق أقداره
على رفرافات الحمام
أيا أملاً / تشقشق أمجاده
على وابل من ضجيج المواجع
ومن ألم خانق لا ينام
أيا أمة ..
تنفّس فى دمها الهيلمان
ففاضت عليها ثياب الشموخ
لتعجز عن وصفها مفردات الكلام
فطأطأت الأرض خاشعة فى ابتهال
لهذا الفريد الذي أورث الثائرين
اشتعالا نبيلا ..
لعتق جليل ..
وإيمان فكر بحرّية
ولا يرتضى عن هواها بديلا .
..........
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق